كن ظالماً! - أون نيوز

0 تعليق ارسل طباعة

اخر الاخبار العاجلة من أون نيوز أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم

كن ظالماً! - أون نيوز

أون نيوز يكتُب.. إن أكثر ما آلمني أثناء غزو الكويت وزادني همّاً وضيقاً هو تخاذل بعض الحكومات العربية وشعوبها، وتأييدهم لغزو الكويت! كان لكل فئة تبريرها الغريب العجيب، فمنهم من صدّق أن الكويت ممر لتحرير القدس! ومنهم من كان يؤيد القومية العربية ويرضى بهذا التوسع الجائر، ومنهم من ناصر الظالم نكاية وحسداً، وأما من كانت ميوله دينية واستيعابه ضحلاً، فيقول إن ما حدث للكويت كان بسبب المعاصي والفسق والفجور! حتى أن أحد الدعاة المضللين خطب في مؤتمر إسلامي انعقد في أحد الملاعب الكبيرة بالجزائر أمام جمهور يبلغ قرابة 90 ألفاً، واستطاع أن يؤجج الحضور على الكويت، وأسقط الآيات والأحاديث التي تتوعد بالهلاك عنوةً على أهل الكويت وحكومتها، حتى جاء الشيخ أحمد القطان رحمه الله، الذي كان حاضراً هذا المؤتمر وردّ على هذه المغالطات واللبس، وذكّر الحاضرين بموقف الكويت الثابت مع القضية الفلسطينية، وريادتها في العمل الخيري ومساعداتها الإنسانية في كل العالم، وقلب الطاولة على هذا المضلل، وحوّل الجمهور لصفّ الكويت.

كنت أستنكر بشدة كيف لمسلم أو عربي حر أن يقبل بهذا الظلم على إخوانه، لأهواء شخصية أو أحقاد بشرية، حتى دخلنا في حرب غزة التي أعادت لي شيئاً من هذا الشعور بالخذلان والنكران والغدر الذي وقع على بلدي الحبيب، وقلت يا سبحان الله، كيف يقبل بعض أبناء بلدي الذين عاصروا أحداث الغزو وذاقوا مرارة خذلان الأشقاء، أن يمارسوا الدور المخزي ذاته، ويلوموا المقاومة الفلسطينية على صمودها ودفاعها عن أرضها بالروح والدم «ونحن في عز الحرب»؟! فهل تجوز المقاومة للكويتيين فقط، ولا تجوز لغيرهم؟! أم هل تجوز الاستعانة بالأميركيين ولا تجوز من إيران؟!

عزيزي القارئ، هل تعلم أن المقاومة الفلسطينية «حماس» أصدرت بياناً تشجب فيه وتدين الغزو العراقي على الكويت، وهذا ما أكده رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل في إحدى مقابلاته، وقال: إن «حماس» كان لها موقف مستقل عن توجه ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية. كادت الكويت تضيع لولا لطف الله ونصرة إخواننا في الخليج والدول الصديقة، وكان سندنا بعد الله، الملك فهد بن عبدالعزيز، ذلك الرمز الشجاع الشهم، الذي له مكانة خاصة وعظيمة في قلوب الكويتيين، وكلنا نتذكر قوته قولاً وفعلاً، ولا ننسى خطابه العزيز الذي قال فيه: «تساوت عندنا الحياة والموت، ما عاد في كويت ولا في سعودية، نحن في بلد واحد، يا نعيش سوى يا ننتهي سوى».

تحررت الكويت، وستُحرر فلسطين عاجلاً أم آجلاً بوعد من الله، وسيحظى الشرفاء بالذكر الطيب أو النصر المؤزر، ولهم عند الله فضل أكبر، فهم يحاربون أعداء الله «فَضَّلَ اللَّهُ المُجاهِدينَ بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم عَلَى القاعِدينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الحُسنى وَفَضَّلَ اللَّهُ المُجاهِدينَ عَلَى القاعِدينَ أَجرًا عَظيمًا».

نحن في حرب مع أنجس جنس بشري، جيش نظامي جبان، يستهدف النساء والأطفال، ويغلق المعابر والحدود ليحوّل الحرب النظامية إلى إبادة جماعية، فهل نترك الجهاد بالمال والنفس والكلمة؟ أم نلوم الضحية، ونصبح أبواقاً للسردية الصهيونية بنغمة عربية!

ستُسجل المواقف الشريفة للشرفاء، والخبيثة للخبثاء، فاختر لنفسك ما يناسبك.

كُنا قد تحدثنا في خبر كن ظالماً! - أون نيوز بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا أون نيوز الالكتروني.

أخبار محلية ودولية، من مصادرها الرسمية : المصدر

عزّام الجارحي

الكاتب

عزّام الجارحي

كاتب صحفي رياضه، خرّيج كلية الإعلام - جامعة عين شمس، أعمل في عِدة جرائد رسمية، اكتب في موقع نايس كورة الاخباري منذ اكثر من عامين، جميع الاخبار تتم مراجعتها بعناية، ومن مصادرها الرسمية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق