اخر الاخبار العاجلة من أون نيوز أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم
القراءة وكسر التنميط - أون نيوز
أون نيوز يكتُب.. تؤدي حياة الناس الروتينية في أي مجتمع إلى تقارب وتشابه أساليب حياتهم، بحيث تتشكل في قوالب متعددة ومتشابهة ومعروفة، قليلًا ما يخرج أحد عنها، فيدرس الناس في المدارس نفسها، ويلتقون في الأماكن والمجالس أو أماكن العبادة ذاتها، ويسكنون في بيوت متقاربة الشبه، ويستخدمون الأدوات ووسائل المواصلات نفسها، ولذلك فإنهم يغدون متشابهين بنسبة كبيرة، وهو ما يسمى حياة النمط الواحد، وأما التنميط فهو عملية تحويل وتوحيد صفات معينة، مادية أو غير مادية، لشخص أو أشخاص أو مجتمع بكامله إلى قوالب ثابتة.
أما كيف ينعكس ذلك على الناس ثقافيًّا فهو ما أشار إليه الكاتب الياباني هاروكي موراكامي حين قال: إذا كنت تقرأ فقط الكتب التي يقرؤها الجميع فستفكر فقط كما يفكّر الجميع، هذا إن كان يقرأ كما يقرأ الآخرون، أما إذا لم يكن يقرأ فسيصبح مثل ملايين البشر الذين يعيشون الحياة نفسها، ويتبعون الأساليب والأدوات نفسها في حياتهم اليومية، والتي تؤدي بهم إلى المسارات القائمة والنتائج المعروفة ذاتها. وهنا يأتي دور القراءة التي تخرج أي شخص من الدوائر والقوالب الجماعية التي يتم صبه فيها، ومن التنميط الذي فرض عليه من الحالة الاجتماعية الراهنة، بقصد أو دون قصد، ليصبح حاله كحال البقية.
تمنح القراءة- حين تكون مركزة ودقيقة- القارئ شخصية حرة مستقلة، تعيش بين الناس لكنها ليست كآحادهم، حين يمتلك صاحبها نظرة خاصة للأمور وطرقًا خاصة يختطها لنفسه وإدارتها، ونهجًا فريدًا أو خلّاقًا لحل المشكلات التي تواجهه، ولذلك فإنه ينجح ويتجاوز العقبات في حين يفشل الآخرون أو يتعثرون، وكلمة السر في ذلك هي محاولته كسر التنميط الذي يحاول المجتمع فرضه عليه بالاعتماد على الشائع من الأفكار وإن كانت مغلوطة.
ولا نعني هنا طبعًا الخروج عن الثوابت والمسلّمات الدينية أو الوطنية أو التقاليد العائلية، بل الخروج على كل ما هو غير فعّال أو معيق للتطور، أو ما هو عكس الطبيعة البشرية، وكل ما يؤصل ويثبت حال الجمود والتخلف في المجتمع حتى لو تصالحت عليه نسبة كبيرة من الناس.
كُنا قد تحدثنا في خبر القراءة وكسر التنميط - أون نيوز بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا أون نيوز الالكتروني.
أخبار محلية ودولية، من مصادرها الرسمية : المصدر
0 تعليق